عندما تضرب الفيضانات المفاجئة مدنًا ساحرة كفالنسيا يتحول كل شيء فجأة إلى فوضى عارمة، وتتحول مشاهد الحياة اليومية الهادئة إلى لحظات يكتنفها الرعب والمجهول، للأسف هذا ما شهدته إسبانيا مؤخرًا في جنوبها الشرقي حيث أودت الأمطار الغزيرة بحياة 95 شخصًا على الأقل، تاركة وراءها قصصًا مليئة بالألم والأمل وأرقامًا تخفي وراءها واقعًا إنسانيًا معقدًا.
أفادت وسائل الإعلام الإسبانية أن فرق الإنقاذ لا تزال تسابق الزمن بحثًا عن المفقودين، وما أصعب أن نتصور حجم التحدي الذي يواجه هؤلاء الأبطال في قلب الكارثة، فالمياه علت لدرجة تصبح معها الجسور عرضة للانهيار، كما أن السيارات أصبحت كالألعاب الصغيرة تتدحرج مع قوة التيارات الجارفة عبر شوارع كانت تعج بالحياة.
ومن قلب الحدث تنقل صحيفة "الباييس" أنباءً مؤلمة عن ارتفاع عدد الضحايا نقلاً عن مصادر حكومية تشير إلى فاجعة لا يمكن محوها من ذاكرة فالنسيا بسهولة، في حين أكد حاكم كاستيلا لامانشا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانسبرس" وفاة شخصين آخرين، مما يزيد من وطأة هذا المشهد الكارثي.
ومن المعروف أن الحياة لا تعود كما كانت بسهولة بعد هكذا صدمة، إذ انقطع التيار الكهربائي عن 155,000 أسرة في فالنسيا، ليخيم الظلام على ليل المدينة ويضيف طبقة أخرى من الغموض والخوف، وفي تلك الأثناء أعلنت شركة السكك الحديد "أديف" عن إلغاء الرحلات بين المدن الرئيسية تاركة المئات من المسافرين عالقين أو في حالة ارتباك متسائلين عن مصيرهم وعن الأيام القادمة.
خلال ساعات الليل امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو لمشاهد لا تُصدق فتارةً ترى سيارة تتهاوى كريشة في الرياح وتارةً ترى جسورًا لم تتمكن من الصمود أمام سطوة الطبيعة، كيف لنا ألا نتساءل: كيف يمكن لكارثة كهذه أن تغير مجرى حياة آلاف البشر في غضون ساعات قليلة؟
هل تعتقد أن الحكومات جاهزة بالفعل للتعامل مع مثل هذه الكوارث المفاجئة، أم أن الطبيعة دائمًا ما تكون خطوة أمامنا؟
نسعد بإستقبال إقتراحاتكم وإضافة خبراتكم